کد مطلب:353454 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:477

القعقاع بن عمرو حقیقة ام اسطورة (4)
د. حسن بن فرحان المالكی

صحیفة الریاض - 18 صفر - 1418 ه نكمل الیوم ابرز الملاحظات علی رسالة الاخ الاستاذ عبدالباسط مدخلی التی كان عنوانها (القعقاع بن عمرو...) وكنا قد ذكرنا فی الحلقات الماضیة ستا من الملاحظات والان الی بقیتها فنقول: الملاحظة السابعة قـال الاخ الـمدخلی: (كما اعتمدت علی عدة مصادر منها كتاب الطبقات لابن سعد) انـنـی اسـتطیع بكل ثقة ان اقول ان هذا غیر صحیح البتة فالقعقاع لم یترجم له ابن سعد ولم یذكره بـحـرف واحـد، والـطـبـقات موجودة بین ایدینا ولیست غریبة فان جاءنی الاخ المدخلی او غیره بترجمة للقعقاع فی طبقات ابن سعد باسناد لیس فیه سیف فانا راجع الی قوله وقد بحثت فی الطبقات ولـم اجـد للقعقاع ذكرا ولا خبرا ولا ترجمة ولا اسما بـنـحـو ستین سنة فان ذكر القعقاع فلن یكون عن غیرسیف اقول هذا علی افتراض اننا لو وجدناه مترجما بلا اسناد.

الملاحظه الثامنة ثم ذكر الاخ المدخلی مصادر اخری اعتمد علیها و اثبتت القعقاع فقال (وكتاب تاریخ الامم والملوك للطبری) اقول لا اشك ان هذه زلة علمیة اخری من اخی المدخلی وفیها استغفال للمشرف والمناقشین والقراء لانـه من المعلوم عند المدخلی ان كل اخبار القعقاع الموجودة فی تاریخ الطبری انما رواها سیف بن عمر وقد صرح بذلك الطبری فی بدایة كل اسانید الروایات التی فیها القعقاع.

الملاحظة التاسعة ثـم اثنی علی تاریخ الطبری بقوله (وهو المصدر الوحید الذی تحدث باسهاب عن القعقاع بن عمرو حـیث فصل احداث المعارك الاسلامیة تفصیلا دقیقا...) لـتلك الاحداث هو سیف ولیس الطبری فالطبری مجرد ناقل فقط ولا ذنب له فی اثبات الشخصیات المختلقة والروایات المكذوبة التی اوردها سیف بن عمر.

الملاحظة العاشرة ثـم ذكـر الاخ المدخلی عدة مصادر اخری كتاریخ دمشق لابن عساكر وتاریخ ابن الاثیر و البدایة والـنـهایة لابن كثیر و معجم البلدان للحموی وكتب التراجم واوهم القارئ بان هؤلاء نقلوا اخبار القعقاع استقلالا الملاحظة الحادیة عشرة قـول المدخلی: (اشرت الی دور القعقاع فی معركة فحل وان كان المؤرخون قداغفلوا الحدیث عن هذا الدور اقول: كیف عرفت ذلك الدور وقد اهمله المؤرخون استقلالا فلا یجوز ان ننسب للمؤرخین ما انفرد به سیف الكذاب.

الملاحظة الثانیة عشرة تكلم المؤلف من ص 3 الی ص 25 عن نسب بنی تمیم ولم یظفر بنسب القعقاع بن عمرو كما لم یجد احـدا مـن النسابین المتقدمین او المتاخرین ذكره بحرف واحد القعقاع لانه لو كان موجودا علی هذه الشهرة التی یزعمها سیف فستتسابق القبائل والافخاذ والبیوت عـلی اثبات نسبته لهاوتدوین ذلك وسیعرفه النسابون الذین ذكروا من هم اقل شانا من القعقاع بكثیر والـكـلـبی وابن سلام والقلقشندی والبلاذری وابن درید وابن حزم والسمعانی ومؤرج السدوسی والمدائنی ومصعب الزبیری وابن حبیب والزبیر بن بكار والهمدانی وغیرهم من علماء النسب مع ان بعض هؤلاءبعد سیف بن عمر الملاحظة الثالثه عشرة تكلم الاخ المدخلی عن (منازل بنی تمیم) من ص 26 الی ص 45 ولم یجد منزل القعقاع ایضا مقر سكنه او تنقله وما ذ كره الاخ المدخلی عن منازل بنی تمیم لا یفید اثبات القعقاع ان لم نجدموضعه ومسكنه من غیر طـریق سیف بن عمر لكن الظاهر ان سیفا نفسه نسی ان یذكر للقعقاع منزلا فكان ذكر المنازل هنا خارج الموضوع.

الملاحظه الرابعة عشرة تـكلم المدخلی من ص 46 الی ص 56 عن مكانة بنی تمیم فی الجاهلیة ولیس هناك احد ینكر مكانة بنی تمیم ورجالاتهم واثرهم الكبیر فی الجاهلیة والاسلام لكن هذه المكانة لیست دلیلا علی اثبات وجـود القعقاع بن عمرو الذی انفردبكل اخباره راو كذاب متهم بالزندقة ثم لم یذكر المدخلی ای دور للقعقاع فی الجاهلیة لان سیفا لم یفعل ذلك الملاحظة الخامسة عشرة تـكلم المدخلی من ص 57 الی ص 67 عن (مكانة بنی تمیم فی الاسلام) وهذاایضا مما یتفق الناس فـیـه مع المؤلف ولا ینكر مكانة بنی تمیم فی الاسلام الامكابراو متعصب او جاهل لكن هذا كله لا عـلاقـة له باثبات وجود القعقاع ولو ان سیفا ضخم دور بعض المشهورین من بنی تمیم لانطلی هذا عـلـی كـثـیـر مـنا لكنه اختلق شخصیة وهمیة بهذه الدرجة من الشهرة فاكتشف الناس كذب سیف فی التاریخ والاحادیث ایضا.

الملاحظة السادسة عشرة ذكـر الاخ المدخلی ص 57: ان القعقاع بن عمرو كان من الوافدین علی النبی صلی اللّه علیه وسلم فـی الـسنة التاسعة من الهجرة هذا ثـم وجـدت الـمدخلی ینسب هذا فی الهامش لكتاب (الطریق الی المدائن) للاستاذاحمد كمال فلما رجـعت لهذا المصدر (المعاصر) لعلی اجد ما یدعم قول المدخلی وجدت العكس وان كمال لم یذكر هـذا وانما ذكر ان القعقاع اسلم فی تلك السنة ولم یذكر وفادته علی النبی صلی اللّه علیه وسلم. ثم ان الاسـتـاذ كمال نفسه لم یحل علی مصدر ویظهر انما ذكر ذلك توقعا فقط حـقـیـقـة عندالمدخلی وسیاتی بعد المدخلی من ینسب هذه المعلومة للمدخلی نفسه مثلمانسب الان اخـبـار الـقـعـقاع للطبری وابن كثیر مع انهما انما نقلا تخیلات سیف بن عمر مثلما نقل المدخلی توقعات كمال الملاحظة السابعة عشرة تـكلم الاخ المدخلی ص 67 الی ص 73 عن فرسان بنی تمیم وكرمائهم ومكانتهم الشعریة ومكانة الـمـراة عـنـدهـم... وهذا كله لیس له صلة باثبات وجود القعقاع بن عمرو اذن فالصفحات الثلاث والـسـبـعین من بدایة الرسالة لیس لها علاقة اساسیة بموضوع الرسالة فكان اختصارها او حذفها اولی.

الملاحظة الثامنة عشرة عـقد المدخلی فصلا ص 74 بعنوان (نسب القعقاع ونشاته) ولم یذكر عن نشاته شیئا لانه سیفا لم یذكر ذلك امـا نسبه فقد ذكر المدخلی ان اسمه هو (القعقاع بن عمرو بن مالك) من (بنی عقفان) وهذا كله من كلام سیف ذكر المدخلی انه لم یجد ذكر) لعقفان فی بنی تمیم الا (عقفان بن سوید) وهذا ینتهی نسبه الی (مناة بـن تـمـیـم) الـمدخلی ذكرنسبا جدیدا لم یذكره سیف ولا غیره وسیاتی من الباحثین من ینقل عن المدخلی مثلما نقل المدخلی عن سیف وكمال الملاحظة التاسعة عشرة ثـم ذكـر الـمـدخـلـی قـولا آخر فی جد القعقاع بان اسمه (معبد) ثم ذكر انه من فرسان العرب الـمشهورین ونسب ذلك لابن عساكر وابن عساكر روی كل اخبارالقعقاع عن سیف بن عمر، طالع المطبوع من تاریخ دمشق (49/352) تحقیق الاستاذ عمر العمروی. فثناء ابن عساكرعلی القعقاع انـمـا هو تلخیص لما رآه فی روایات سیف بن عمر التی ساقها فی تاریخه وعلی هذا فلا یجوز ان نقول ان ابن عساكر اثبت وجود القعقاع او اثنی علیه بعیدا عن سیف الملاحظة العشرون قول الاخ المدخلی ص 74 (ولم یذكر المؤرخون شیئا عن مولد القعقاع ونشاته قبل اسلامه..) اقول: یقصد لم یذكر ذلك سیف اثـبات القعقاع نجده یقول (ذكر المؤرخون (لم یذكر المؤرخون - المطلب الاول: اهمالا لذكر سیف لانه المصدر الوحید الذی بنی علیه المدخلی رسالته.

- الـمطلب الثانی: لما فی التعمیم من ایحاء بان المدخلی استقصی وانه لایعتمد علی سیف فقط بل كل (المؤرخین الملاحظة الحادیة والعشرون نـقل الاخ المدخلی ص 75 قول ابی بكر فی مدح القعقاع عندما قال (لصوت القعقاع فی الجیش خیر من الف رجل) وقول ابی بكر (لا یهزم جیش فیهم مثل هذا ونسب المدخلی الروایة الاولی للحافظ فی الاصابة (3/239) والثانیة للطبری (3/347) مع ان الحافظ والطبری انما نقلا ذلك عن سیف ثـم هل یعقل ان یقول ابو بكر مثل هذا الكلام فی القعقاع اذا كان لا یهزم جیش فیه مثل القعقاع الـقـعـقاع بهذه النصرة التی لم تتحقق حتی للانبیاء صلی اللّه علیه و سلم وسائر الابطال كحمزة وعلی وعمر وغیرهم فهل القعقاع افضل من هؤلاء هذاما اراد سیف اثباته بنسبة هذه الروایة المكذوبة علی ابی بكر رضی اللّه عنه.

الملاحظة الثانیة والعشرون قال المدخلی ص 75 (هل وصفه ابوبكر الصدیق رضی اللّه عنه بهذه الاوصاف المجیدة بدون سابق معرفة به وببطولاته اقـول: بل هل یعقل ان رجلا كهذا لا یكون معروفا علی مدی ثلاثة قرون من الزمان التی الصقها سیف بالقعقاع والتی لا تتوفر فی الانبیاء سیف بن عمر الملاحظة الثالثة والعشرون قـول المدخلی ص 77 (وقد تقصیت اكثر المصادر التی وقعت تحت یدی فلم اجدذكرا او ترجمة لحیاة القعقاع) اقـول: هذا القول غریب لا ادری كیف قاله المدخلی تنقل من سیف بن عمر الملاحظة الرابعة والعشرون ذكـر الـمـدخـلی ص 78 انه (شد الرحال) بـالـفعل قبرا ومسجدا باسم القعقاع بن عمرو التمیمی والقبر اقول: هذا كله لیس دلیلا علی صحة نسبة هذا القبر للقعقاع فكم من قبرمنسوب كذبا الی مشهور او مغمور او معدوم.

ولـعـل قصة (قبر الحسین) ووجوده فی اكثر من ارض دلیل علی هذا، وكذلك قبرزینب وكذلك العوام تجدهم ینسبون كثیرا من القبور الی ابی زید الهلالی وعزیزبن خاله ومن الطرائف ان قبر (عزیز بن خاله) تجده فی اكثر من مكان فی الجنوب (عندنا)وفی بلاد بنی الحارث بالطائف وفی نجد ومصر وتونس وهكذا وهـذا الاخـیـر یزعمون انه ابن لابی زیدالهلالی وقصصه علی السنة العوام فی كثیر من الاماكن فـاستدلال المدخلی بالقبرالمنسوب للقعقاع لیس دلیلا صحیحا ولا مقنعا، بسبب ما انتشر بین الناس من نسبة قبور لغیر اصحابها.

الملاحظة الخامسة والعشرون قول المدخلی ص 78: (ولم اجد مصدرا واحدا یتحدث عن جهاد القعقاع فی مصر او انه سكن مصر ما عدا الواقدی فی كتابه فتوح الشام) اقـول: الـكتاب مكذوب علی الواقدی والسلام فتوحه فی العراق واستقراره بها الملاحظة السادسة والعشرون قـولـه (كـمـا انه لم یذكر لنا المؤرخون ان القعقاع اشترك فی معركة او نشاط حربی بعد معركة صفین) اقـول: بـل لیس له ذكر فی صفین ایضا لسبب بسیط وهو ان سیف بن عمر لم یكتب عن وقعة صفین وانما انتهی كتابه الی موقعة الجمل فقط والـخـلاصـة فـی هـذا الفصل الذی خصصه المطالب عن (نسب القعقاع ونشاته) لم یثبت فیه نسب القعقاع ولا نشاته ولا وجوده اصلا وكل ما احال علیه الطالب - باحتیال - تم اكتشافه وانه كله عن سیف بن عمر او عن كتب منسوبة كذباوزورا لغیر اصحابها.